فلاحة مستدامة مقاومة، وتحديات الأمن الغذائي، والتحولات المناخية، والتهديدات التي تواجه الموارد الطبيعية، وخاصة المياه؛ محاور جمعت وزراء وباحثين ومسؤولين من مختلف الدول، اليوم الاثنين بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة في الرباط، ضمن “المؤتمر الإفريقي الثالث للزراعة الحافظة”.
ترأس وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، افتتاح هذا المؤتمر الذي ينظم ما بين 5 و8 يونيو الجاري تحت شعار “بناء مستقبل مرن في إفريقيا من خلال الزراعة الحافظة والمكننة المستدامة”.
قال الوزير صديقي إن هذه المبادرة تتماشى مع أهداف المملكة المغربية، تحت رعاية الملك محمد السادس، التي تضع التعاون جنوب-جنوب مع البلدان الإفريقية في صلب اهتمامات المملكة لتعزيز الأمن الغذائي الإفريقي في مواجهة آثار التغيرات المناخية.
وأضاف أن المغرب أطلق، في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر “، برنامجا مهما لتعزيز الزراعة الحافظة على مساحة مليون هكتار في أفق 2030، كما أكد التزام المغرب إلى جانب أشقائه الأفارقة لإرساء فلاحة قادرة على الصمود في إفريقيا.
يأتي هذا المؤتمر، بحسب المسؤول الحكومي، في سياق يشهد زخما جديدا للانتقال إلى فلاحة أكثر استدامة وأكثر مرونة في مواجهة التغيرات المناخية بإفريقيا، مبرزا أن جهود هذا المؤتمر تروم تطوير خطة عمل فعالة، تهدف إلى مساعدة السكان الأكثر هشاشة لمواجهة الآثار السلبية للتغير المناخي، والمساهمة في الجهود المبذولة لتزويد البلدان الإفريقية باستراتيجيات للرفع من الإنتاجية الفلاحية بما يتماشى مع إعلان مالابو وأجندة 2063 والمبادرة المغربية لتكييف الفلاحة الإفريقية، وتعزيز وضعية القارة الإفريقية بخصوص الزراعة الحافظة والمكننة الزراعية المستدامة، وتحسين المشاركة الفعلية في المؤتمر العالمي التاسع حول الزراعة الحافظة المقرر عقده في جنوب إفريقيا في يوليوز 2024.
وسيحدد إعلان الرباط، الذي ستتم قراءته في نهاية المؤتمر، المحاور الاستراتيجية لتنمية الزراعة الحافظة على الموارد والمكننة الزراعية المستدامة بهدف إرساء فلاحة قادرة على الصمود في إفريقيا.
ممثل المجموعة الاستشارية للبحوث الدولية شدد على أهمية أن تكون الزراعات التي تعتمد عليها الدول في العالم، وإفريقيا تحديدا، كافية وصحية، وتأخذ بعين الاعتبار التحولات المناخية.
وأشار في هذا السياق إلى تحدي تزايد عدد الساكنة الإفريقية، مبرزا أن مشكل المجاعة قد يزيد مع مرور الوقت، “لذلك، لا بد من العمل على التخفيف من حدة آثارها، والرفع من الإنتاجية على مستوى إفريقيا، ومواجهة الإنهاك المائي والموارد الطبيعية بصفة عامة”.
وسيعرف هذا المؤتمر، بحسب المتحدث ذاته، نقاشا علميا يتوخى تبادل الخبرات والتجارب حول سبل التقليل من تبعات الحرارة والاحتباس الحراري وتداعياته، والرفع من المحاصيل الزراعية، وتدبير التربة بشكل سليم.
ممثل مفوضية الاتحاد الإفريقي أكد بدوره أن الأخيرة تعمل على تنزيل خارطة طريق بتنسيق مع الوزارات المكلفة بالفلاحة في جميع الدول الإفريقية، وسيتم إنجاز دراسات تقنية من أجل مساعدتها على تبني هذا النوع من الزراعات.
وتطمح المفوضية، بحسب المتحدث، لإطلاق جيل جديد من الزراعات يتماشى والتحولات المناخية، قائلا: “اليوم يمكننا أن نختار، لكن مستقبلا قد لا يكون أمامنا هذا الخيار. لذلك، ينبغي التحرك بسرعة”.
ينظم هذا المؤتمر بالتعاون بين التحالف الوطني للبحث الفلاحي، بتنسيق من المعهد الوطني للبحث الزراعي، ومعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، والمدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس، والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، والشبكة الإفريقية للزراعة الحافظة، ولجنة الاتحاد الإفريقي، ووكالة الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا “نيباد” (NEPAD)، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، التابع للمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية (CGIAR)، والبنك الدولي، وشركاء وطنيين كالمكتب الشريف للفوسفاط، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، وبرنامج المثمر، والقرض الفلاحي للمغرب، ومؤسسة مبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية، والجمعية المغربية للزراعة الحافظة
منقول عن هسبريس
.